منتديات ابو تريكة ستلايت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ابو تريكة ستلايت



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أمها ماتت اختناقاً بين يديها .....( قصة أريج الناجية الوحيدة في الصحراء)...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو تريكة
Admin
Admin
ابو تريكة


المساهمات : 374
تاريخ التسجيل : 06/05/2008

أمها ماتت اختناقاً بين يديها .....( قصة أريج الناجية الوحيدة في الصحراء)... Empty
مُساهمةموضوع: أمها ماتت اختناقاً بين يديها .....( قصة أريج الناجية الوحيدة في الصحراء)...   أمها ماتت اختناقاً بين يديها .....( قصة أريج الناجية الوحيدة في الصحراء)... Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2008 7:13 am

أمها ماتت اختناقا بين يديها، وهي جاثمةٌ على الأرض محتضنةً إياها،وعندما تشيح بنظرها أثناء بكائها كانت عيناها تلمح والدها الممدد على الأرض.
في تلك اللحظة كانت أريج تضغط يديها على أمها المتوفاة كأنها تحتضنهما سوياً.
تنفجر السيارة المشتعلة بجانبها ، أذناها مفصولةٌ عن العالم،لاتسئلوها ماذا حدث، كل ما تعرفه أنها كانت جالسة في الكرسي الخلفي تلعب بهاتفها الخليوي،
وفجأة وجدت نفسها مخضبةً بالدماء ،معفرةً بالرمال، وأمها تسحبها بعيداً عن السيارة، ثم تعود وتسحب والدها خارجاً، تجثو عند والدها الذي فارق الحياة
وتبكي ،ثم تلتفت لأريج وتعود لها وهي تنظر نظرةً مختلطة فيها الحسرة والتساؤل،هزةُ رأسها مع إجهاشةٍ بالبكاء، ثم تنهار عند صغيرتها.
تحبوا أريج لأمها وترفعها، والأم تحاول قول شيءٍ ما لكن بلا صوتٍ يذكر، ثم تنطق بكلمةٍ واحدة:المسدس..اتجهي جنوباً.. تحاول التنفس بلا فائدة ويسكن صدرها ؛وأريج لا تملك إلا الصراخ .
بعد فترةٍ لا يعلمها إلا الله تستجمع أريج قوتها وتحفر حفرةً، تعرف تماماً أنها ضربت الأرض بغطاء القدر مائتين وأربع عشرة مرة ،
وأخرجت الغطاء محملاً بالرمال مائتين وأربع عشرة مرة ،وأجهشت بالبكاء مائتين وأربع عشرة مرة، لو سألتها بعد عشر سنوات عن شعورها في أي ضربةٍ ضربتها للأرض ستخبرك ولن تنسى!
تضع والديها وتغطيهم بعبائتها وتهيل التراب وتضع الأحجار التي جمعتها من أماكن بعيدة، وفي كل رحلةٍ لإحضار حجر كانت تجد الحطام متناثراً،
القبر الجماعي؛ هو كل ماتستطيع عمله لإبعاد الضواري عن والديها ،ريثما تتجه جنوباً لتلك الخيمة التي توقفوا عندها ليسألوا عن الطريق المؤدي لجبل السيار؛
وهو المكان الذي كانوا ينوون الذهاب إليه للاستمتاع بالربيع في هذه الصحراء التي لا تكسوها الخضرة إلا في أوقات قليلة من السنة.
برغم المصيبة، إلا أن أريج عرفت جيداً أنها ستموت لو بقيت في مكانها،فهم كانو متوغلين في الصحراء بعيداً عن الطرق وتغطية شبكة الهاتف،فقامت بحمل المسدس الذي كان يحيط ظهر والدها، وبدون منطق أخذت أعواد الثقاب من جيبه وعلبة الكولا المرمية وتوجهت جنوباً.
عندما قطعت أريج مسافة كيلومترٍ تقريباً كانت الشمس قد غربت تماماً ،بقدمين حافيتين ونظرةٍ مرتعبة،والخوف الغريب من شيءٍ يراقبها ولا تعرف ماهيته يحرك شعر رأسها،الريبة من شيءٍ مجهول جعلت أريج تتخيل الخطر قادماً نحوها بكل سرعة ،تنصت فتسمع صوت الهواء الخارج من صدرها، تحاول حبسه فتزداد دقات قلبها ، فتتمسك بيديها المرتجفتين بالمسدس الذي أصبح أنيساً لها وتحث الخطى فلا عزاء لها ولا أمان إلا بالسير.
الرعب والحزن هما عنوان رحلتها،لكن ذلك الصوت الذي يشق الصحراء هاتكاً ماتبقى لها من أمنٍ وأمل ؛إنه عواء الذئاب ،ترفع أريج المسدس وتغمض عينيها وتطلق.
لا شيء،هستيريا إضافية تجتاحها،آه..إنه مؤمّن..تتعامل مع المسدس وتطلق رصاصةً طائشة أصابت الخوف في مقتل.
تحث الخطى، وبعد وقتٍ قصير تزداد الأصوات: آووووووو ..آوووووووو.. رصاصةٌ أخرى تكتم هذا الصوت ،لابأس عليها،وبعد فترةٍ من السير المضني في برد الصحراء تتعالى الأصوات ،هي أكثر وأعلى هذه المرة ،فتطلق الرصاصة الثالثة فيعود الصمت.
هي تعرف أن المسدس يحمل تسع رصاصات على الأكثر ،لكن هل ذخره والدها بتسع رصاصاتٍ كاملة أم لا؟
في تلك اللحظة كانت المخاوف و الظنون تتحول إلى يقين ،لا تستطيع المخاطرة بإخراج المشط وعد الرصاصات؛ فمن يضمن أنها ستتمكن من إعادته!؟
حركةٌ رشيقة لخيالٍ يمر مسرعاً في مكانٍ ما لا تعرف أين؟
لكن عقلها أدرك المهم؛هو ذئبٌ بدأ بالتجرؤ بعد أن سمع ثلاث رصاصاتٍ جعلته يعلم أن خطر الرصاص ليس لمسافةٍ بعيدة.
دوى صوت الرصاصة الرابعة، صوت الأقدام الرشيقة تبتعد، تحث أريج الخطى وبعد فترةٍ أقصر من سابقاتها كانت الذئاب تتحرك على مرأى منها ،هي أكثر عدداً وأكثر جرأة.
رصاصة خامسة أطلقتها أريج وهي تجري نحو أحدها محاولةً إصابته هذه المرة، وعلى ضوء القمر الضعيف ؛تشاهد جميع الذئاب تهرول مبتعدةً إلى مسافةٍ قريبة ،وتقف ثم تترقب ببرود متحفزةً لكرةٍ أخرى.
خمس رصاصاتٍ كانت كافية لإيصال أريج آمنة لنصف المسافة حسب تقديرها!
فهل ستكفي أربع طلقات وربما أقل للمسافة المتبقية في ظل جرأة الذئاب المتزايدة؟
قررت أريج أن تستخدم حلاً آخر؛ يجب أن تترك الرصاصات للضرورة القصوى.
كانت أريج قد تحولت لكائنٍ آخر أبعد مايكون عن حالها قبل الحادث،وطرأت لها فكرةٌ جهنمية، أخرجت أريج أعواد الثقاب من جيبها وأشعلت عوداً فهربت الذئاب، لديها الآن أربع رصاصات وعددٌ هائل من الرصاص الوهمي!
وهكذا كانت أريج تشعل عوداً كلما هجمت الذئاب، وفي كل مرة كانت تتحسن في اختيار التوقيت .
وفجأة لاحظت نوراً من مكانٍ بعيد إلى الغرب؛ إنها الخيمة!
هي متجهةٌ في زاويةٍ خاطئة كادت تجعلها تفوت الخيمة وتتجه نحو حتفها، وهكذا عدلت طريقها نحو الغرب وحثت خطاها ،فلا ترغب في أن تجري فتفقد التركيز وتغفل عن خيالٍ يغرس أنيابه في عنقها.
وصلت أريج لمسافة قريبة من الخيمة، ولم يبقى معها إلا ست أعواد ثقاب وأربع رصاصات.
انطلقت ساقاها وصوتها،جريٌ وطلقاتٌ مدوية وصراخ إستغاثة-كانت كفيلةً بخروج صاحب الخيمة-:
أدركوني ..أنجدوني ..
إنطلق صاحب الخيمة نحوها ومعه بندقيته،عندها زاد بكاء أريج و صرخت :الذئاب إنها خلفي.. إنها خلفي ..أدركني .. تلقاها الرجل بين ذراعيه : لاتقلقي يابنيتي.. هي تخشى النار.. هي تخشى النور .. نار الخيمة تبقيها بعيدة..
وانفجرت أريج بسيلٍ من الكلمات الباكية: أمي.. أبي ..السيارة..
كانت كلماتها غير مرتبة، لكنها أوصلت المعنى للرجل الذي كان يأخذها في ذلك الوقت للخيمة،وأهله وقوف يرقبون.
"لا لا.. يجب أن نعود.. أهلي أهلي" كانت هذه الكلمات تخرج من بين بكائها،
أخذ الرجل البنت المكلومة بسيارته ،واتجه نحو السيارة المنكوبة شمالاً، وحملوا أبويها وعادوا للخيمة. كانت الخيمة محاطةً بسيارات الشرطة؛ التي استدعتها زوجة الرجل بعد أن قادت صهريج المياه الصغير لأقرب نقطة شرطة على الطريق الإسفلتي.
في اليوم التالي عادت أريج من المستشفى لتتقبل التعازي في بيت جدها، وقد عرفت أن أمها ماتت بسبب نزيفٍ داخلي .
أريج نجت من الحادث لكنها دفنت إنسانيتها مع والديها،ودخلت عالم الوحوش بتغلبها على الوحوش ، وهذه المعلومة بالذات كان مروج الإشاعات أبو سالم يجهلها،ولو عرفها لما أشاع عن أريج أنها أكلت لحم والدها لتبقى حية!
يقول شهود عيان أن أبو سالم صعد سيارته ثم خرج منها وأغلق الباب وهو يصرخ :"لدغتني أفعى"،
لم يصل للمستشفى حياً،ويقول المحقق إن الأفعى تبعت الفأر الذي دخل السيارة واصطادته ،لكنها تفاجأت بالباب يغلق عليها، وعند صعود المسكين لدغته دفاعاً عن نفسها ،وقد وجد المحققون الفأر في بطن الأفعى كما وجدو أدلة تثبت أن الفأر تحرك داخل السيارةِِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abotreka1.yoo7.com
 
أمها ماتت اختناقاً بين يديها .....( قصة أريج الناجية الوحيدة في الصحراء)...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابو تريكة ستلايت :: قسم ابو تريكة للقصص والرويات-
انتقل الى: